الأربعاء، 17 مارس 2010

الإصلاح التعليمي أولاً وثـانيـاً وثـالثـاً

ربما لن نستطيع أن نمتلك كل الذكاء اللازم لنعبر باللغة كوسيلة عن ذلك التقدير الكبير لكل من يقدم لنا جزءاً من قلبه قبل عقله، وبعضاً من روحه قبل علمه.. إنها التحية والعرفان لذلك الإنسان العظيم الذي سمي حسب اللغة العربية «معلماً» وهو كاد أن يكون رسولاً..
في عيده لابد أن نتذكر كل من أفرد روحه أمام مقاعد الدراسة ليصعد التلاميذ عبرها إلى عالم المعرفة والتحصيل ولو كان لنا القدرة أن نسميهم جميعاً لفعلنا.. إنهم صانعونا ولكل منا حكاية وفاء معهم.. ‏
في عيد المعلم نقف إجلالاً وتكريماً وهذا لا ينقص منه أن نسأل عن الواقع التعليمي وما هي آفاق الإصلاح فيه وماذا عن أولوياته؟.. ‏
هل المحصلة النهائية لهذا الواقع هي ما يمكن الاعتماد عليه من مخرجات قادرة فعلياً على دخول سوق العمل أم إن جسراً ما، مازلنا بحاجة إليه، أم إن عملاً تأسيسياً يبدأ من المرحلة الأولى للتعليم، هو ذلك الشيء الذي يجب أن نبدأ منه؟!! ‏
الأسئلة كثيرة إذا ما أردنا أن نفردها، لكنها كما أنها تحرك فينا كل ذلك الشغف بالحديث عن العملية التعليمية لجهة المعلم والطالب وأيضاً الأسرة وهمومها مع هذه العملية التي أصبحت عبئاً ليس بالقليل بل هو الذي يحظى اليوم بالمساحة الأكبر من حياتنا الأسرية فإنها أيضاً لا تنسينا ذلك الخط البياني المتصاعد في العملية الإصلاحية التعليمية التي بدت ورشة عمل كبيرة تتفاعل منتجاتها عبر منهاج تعليمي، لم نحظ بمثيله لجهة تنوعه وانتهاجه أسساً علمية وعالمية في بعض مواده، لكن أيضاً نسأل ليس بلغة التشكيك ولكن بلغة الباحث عن معلومة نعيش تفاصيل فقدانها مع أولادنا وبين أهالينا: ‏
هل تمكنَّا من إعداد وتأهيل الكادر التعليمي بما يتوافق وهذه المناهج الجديدة؟ ‏
هل نملك أسساً علمية لإدارة هذا الكادر بما يتوافق والسياسة التعليمية الجديدة في سورية؟ ‏
هل هذه السياسة التعليمية تعيش تفاصيل ما يحدث داخل البنية الكلية لعملية الإصلاح الشامل، وتلبي عملياً حاجات هذا الإصلاح، بل وتؤسس له عبر مخرجاتها؟ ‏
إذا كنا نتحدث دائماً عن إصلاح اقتصادي وإداري واجتماعي وسياسي فإن كل قطاع من هذه الإصلاحات يبدأ، بل يمر عبر من يقوم بهذا الإصلاح وهو الإنسان الذي نبنيه داخل المؤسسة التعليمية ونضع جزئيات تشكيلته الإنسانية بدءاً من الإحساس بالمواطنة مروراً بكيف نكون لبنة في بناء متين له تقاليده وثقافته وأسس تطويره باستمرار. ‏
إنها المسؤولية التي لا يمكن إلا أن تبدأ من هناك حيث المقعد والباحة وما يربط بينهما من تفاصيل صغيرة لكنها تبني الإنسان. ‏
الإصلاح يبدأ من هنا، من هذه التفاصيل وتلك النمنمات الصغيرة، نعم الإصلاح التعليمي أولاً وثانياً ودائماً...
سميرة المسالمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق