عبّرت وجوه من رأيناهم من مواطنين عراقيين بسطاء عن عمق الفرحة في وجود سوريين بينهم وقال أحدهم: «حلت البشاير».. ابتسامة فرح حقيقية غمرت أحد المواطنين وهو يتحدث إلى صديقه بلهجة عراقية.. « العراق بخير السلام قادم».
بعد أن ألقيت بتحيتي عرف أنني سورية فسألته عن دلالة زيارة وفد سوري إلى العراق فأجابني بسؤال ليتأكد من الأخبار المتداولة: هل حقاً رئيس الوزراء السوري قادم؟.
الترحيب الشعبي بهذه الزيارة يفسر معانيها عند العراقيين «العراق عاد إلى الحضن العربي» ودائماً كانت سورية هي عمق العروبة في العراق، فالزيارة لم تعد خبراً غير مؤكد يتناقله الناس بل أصبحت واقعاً ومعلومة صحيحة يتداولونها فيما بينهم وفي مجالسهم الخاصة، إنها إعلان السلام القادم إليهم عبر أجنحة عربية تتوافد يوماً بعد يوم إلى بغداد..
زيارة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري بكل مضامينها السياسية والاجتماعية والاقتصادية تعني الكثير للشعبين السوري والعراقي كما تعني الكثير لقطاع الأعمال السوري والعراقي فهي فاتحة أعمال جديدة تبدأ معلنة أن لا نهاية تحكمها..
فزيارة عطري الرسمية مع وفد وزاري كبير ورجال أعمال أسست للتعاون في عدد كبير من المجالات حيث نتج عن الاجتماعات المشتركة مقترحات سيكون من شأنها رفع حجم التبادل التجاري الذي يقارب الآن 800 مليون دولار إلى أرقام يقول الخبراء: إنها ستصل إلى أكثر من ملياري دولار العام القادم بينما ينشد الشارع على ضفتي الحدود أرقاماً أكثر وأكثر إذا عادت الأمور إلى طبيعتها وانسابت الزيارات والوفود عابرة للحدود..
الاتفاق على إزالة كل العوائق المتعلقة بالتجارة البينية وتسهيل مرور السلع من أكثر من منفذ جمركي ودراسة إمكانية تعديل وتطوير الاتفاقات وتوقيع البعض الآخر منها في مجال المناطق الحرة وتشجيع الصادرات والاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي والتعاون التقني والعلمي والصناعي وقطاعات أخرى كثيرة نعتقد بأنها ستؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي المعوّل عليه لأن يكون منطلقاً لتعاون إقليمي أشمل..وبذلك تكون سورية وضعت أساسات التجمع الإقليمي الاقتصادي الذي يضم دول جوار العراق ودول جوار سورية وسيكون عمقه الطبيعي الدول العربية..
وهذا يعني أن سورية وحدّت بين الرؤى الإقليمية والرؤى العربية اقتصادياً ليكون قدر أهل المنطقة بيد أهل المنطقة وليس بيد غيرهم ولا بفعل سواهم..
لقد نادت سورية في منتصف القرن الماضي لتوحيد الأسواق العربية وكسر الحواجز التي تحول دون توحيدها لانسياب السلع العربية فيما بينها وبدأت بمنطقة عربية حرة في قمة القاهرة عام 1996 لقناعتها بأن الأسواق العربية الموحدة هي وحدها القادرة على جذب رأس المال العربي المهاجر إلى أرض الوطن، كما أنها ستكون الجاذب الأكبر للرأسمال الأجنبي ليتوافد إلى المنطقة العربية للتعامل مع سوق عربية فيها أكثر من 350 مليون مستهلك..
وسورية لم تأل جهداً طوال تلك الأعوام في وضع هذا الحلم موضع التنفيذ فعملت على محورين : القمم العربية والعلاقات الثنائية واليوم العراق وسورية في امتداد طبيعي وجسر لقدر واحد غايته المواطن العربي ومصلحة المواطن العربي..
زيارة عطري استذكرت التاريخ العراقي فخراً والعلاقات السوريةالعراقية عملاً والمستقبل أملاً..
وجاء خبر الزيارة لنا كوفد سوري محمولاً بالآمال مزروعاً كما كنا نتصور بغداد «الأربعين مليون نخلة» تتمايل على جانبي الطريق من المطار إلى الفندق، كنا نحمل معنا في حقائب ذكرياتنا كل ما أحببناه عن بغداد وكل حكايات الأطفال التي كانت تدور هنا في بغداد وعلى شطآن دجلة والفرات.
لكن ما إن وصلنا المطار حتى عرفنا أن العراق يحتاج ليعود كما كان في الذاكرة الكثير من الحب والكثير من الأمل والكثير من العمل.. أطفالنا سألونا: هل حقاً ستزورون بغداد التي تمتلئ بجنود الاحتلال المدججة بالسلاح؟
قلنا لهم: العراق آمن بأهله وشعبه وجيشه الوطني ورغم السيارات المصفحة التي نقلتنا إلى حيث نقيم شاهدنا العسكر الذين زرعوا مكان شجر النخيل ولكن ظل الأمل يحدونا بأننا وصلنا عراق العزة، العراق الذي نحلم به والذي سيكون كما يريده أبناؤه..
فرحنا كثيراً بالزيارة كما فرح العراقيون ونشعر بأن حضور رئيس وزرائنا إلى بغداد يعني أننا ذاهبون إلى العراق الآمن.. نجاح الزيارة لم يأت من توقيع وثائقها الكثيرة فقط إنما لأنها أذابت جليد البعد وعادت لتزهر علاقات عربية أخوية طيبة..
بعد أن ألقيت بتحيتي عرف أنني سورية فسألته عن دلالة زيارة وفد سوري إلى العراق فأجابني بسؤال ليتأكد من الأخبار المتداولة: هل حقاً رئيس الوزراء السوري قادم؟.
الترحيب الشعبي بهذه الزيارة يفسر معانيها عند العراقيين «العراق عاد إلى الحضن العربي» ودائماً كانت سورية هي عمق العروبة في العراق، فالزيارة لم تعد خبراً غير مؤكد يتناقله الناس بل أصبحت واقعاً ومعلومة صحيحة يتداولونها فيما بينهم وفي مجالسهم الخاصة، إنها إعلان السلام القادم إليهم عبر أجنحة عربية تتوافد يوماً بعد يوم إلى بغداد..
زيارة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري بكل مضامينها السياسية والاجتماعية والاقتصادية تعني الكثير للشعبين السوري والعراقي كما تعني الكثير لقطاع الأعمال السوري والعراقي فهي فاتحة أعمال جديدة تبدأ معلنة أن لا نهاية تحكمها..
فزيارة عطري الرسمية مع وفد وزاري كبير ورجال أعمال أسست للتعاون في عدد كبير من المجالات حيث نتج عن الاجتماعات المشتركة مقترحات سيكون من شأنها رفع حجم التبادل التجاري الذي يقارب الآن 800 مليون دولار إلى أرقام يقول الخبراء: إنها ستصل إلى أكثر من ملياري دولار العام القادم بينما ينشد الشارع على ضفتي الحدود أرقاماً أكثر وأكثر إذا عادت الأمور إلى طبيعتها وانسابت الزيارات والوفود عابرة للحدود..
الاتفاق على إزالة كل العوائق المتعلقة بالتجارة البينية وتسهيل مرور السلع من أكثر من منفذ جمركي ودراسة إمكانية تعديل وتطوير الاتفاقات وتوقيع البعض الآخر منها في مجال المناطق الحرة وتشجيع الصادرات والاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي والتعاون التقني والعلمي والصناعي وقطاعات أخرى كثيرة نعتقد بأنها ستؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي المعوّل عليه لأن يكون منطلقاً لتعاون إقليمي أشمل..وبذلك تكون سورية وضعت أساسات التجمع الإقليمي الاقتصادي الذي يضم دول جوار العراق ودول جوار سورية وسيكون عمقه الطبيعي الدول العربية..
وهذا يعني أن سورية وحدّت بين الرؤى الإقليمية والرؤى العربية اقتصادياً ليكون قدر أهل المنطقة بيد أهل المنطقة وليس بيد غيرهم ولا بفعل سواهم..
لقد نادت سورية في منتصف القرن الماضي لتوحيد الأسواق العربية وكسر الحواجز التي تحول دون توحيدها لانسياب السلع العربية فيما بينها وبدأت بمنطقة عربية حرة في قمة القاهرة عام 1996 لقناعتها بأن الأسواق العربية الموحدة هي وحدها القادرة على جذب رأس المال العربي المهاجر إلى أرض الوطن، كما أنها ستكون الجاذب الأكبر للرأسمال الأجنبي ليتوافد إلى المنطقة العربية للتعامل مع سوق عربية فيها أكثر من 350 مليون مستهلك..
وسورية لم تأل جهداً طوال تلك الأعوام في وضع هذا الحلم موضع التنفيذ فعملت على محورين : القمم العربية والعلاقات الثنائية واليوم العراق وسورية في امتداد طبيعي وجسر لقدر واحد غايته المواطن العربي ومصلحة المواطن العربي..
زيارة عطري استذكرت التاريخ العراقي فخراً والعلاقات السوريةالعراقية عملاً والمستقبل أملاً..
وجاء خبر الزيارة لنا كوفد سوري محمولاً بالآمال مزروعاً كما كنا نتصور بغداد «الأربعين مليون نخلة» تتمايل على جانبي الطريق من المطار إلى الفندق، كنا نحمل معنا في حقائب ذكرياتنا كل ما أحببناه عن بغداد وكل حكايات الأطفال التي كانت تدور هنا في بغداد وعلى شطآن دجلة والفرات.
لكن ما إن وصلنا المطار حتى عرفنا أن العراق يحتاج ليعود كما كان في الذاكرة الكثير من الحب والكثير من الأمل والكثير من العمل.. أطفالنا سألونا: هل حقاً ستزورون بغداد التي تمتلئ بجنود الاحتلال المدججة بالسلاح؟
قلنا لهم: العراق آمن بأهله وشعبه وجيشه الوطني ورغم السيارات المصفحة التي نقلتنا إلى حيث نقيم شاهدنا العسكر الذين زرعوا مكان شجر النخيل ولكن ظل الأمل يحدونا بأننا وصلنا عراق العزة، العراق الذي نحلم به والذي سيكون كما يريده أبناؤه..
فرحنا كثيراً بالزيارة كما فرح العراقيون ونشعر بأن حضور رئيس وزرائنا إلى بغداد يعني أننا ذاهبون إلى العراق الآمن.. نجاح الزيارة لم يأت من توقيع وثائقها الكثيرة فقط إنما لأنها أذابت جليد البعد وعادت لتزهر علاقات عربية أخوية طيبة..
سميرة المسالمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق