الأربعاء، 17 مارس 2010

كلمــــــــة البـــــــدايــــــة..

ولادة طبيعية في سياق منطقي صدور العدد الأول من صحيفة تشرين الاقتصادي، ونقول طبيعية ومنطقية، لأن الكادر الذي توفر لهذا العمل فئة من الصحفيين متحمسين، متميزين ومندفعين لإنجاز عمل متميز منتج وخلاّق.. يضيف إلى الصحافة الاقتصادية الوطنية، ويفتح معها باب التنافس الإيجابي في ظل حراك دؤوب، تميزت به الحياة الاقتصادية السورية خلال السنوات الأخيرة.. وظهر واضحاً أن هذا الحراك يحتاج الى إعلام اقتصادي شفاف ودقيق، ويعتمد المعايير الصحفية المهنية من جهة، ويعتمد الأساليب العلمية في مقاربة المسائل الاقتصادية والتجارية والصناعية والمالية وقضايا المعلوماتية والأسواق المالية من جهة أخرى في محاولة لتأتي الصحيفة ملمة الى حد أقصى بالتطورات والمتغيرات على الساحة الوطنية والاقليمية والدولية سواء لجهة الخبر الصحفي، أو المعلومة الاقتصادية، أو التحقيق المحلي، أو لجهة تسليط الضوء على الدراسات الاقتصادية، والتجارب الناجحة في قطاعات الاقتصاد الوطني.
ومن البدهي القول: إن طموحات الكادر الصحفي لهذه الجريدة ليست محدودة، وليست نهائية، وإن حجم التواصل والتعاون الذي يمكن أن يتحقق مع مؤسسات الدولة والقطاع المشترك والخاص بدءاً من الحكومة وانتهاء بأصغر ورشة أو مزرعة في سورية، سينعكس مباشرة على مضامين هذه الصحيفة، وصفاتها لجهة الشكل أو الموضوع.
وتعتبر هذه الصحيفة أول صحيفة عامة تعنى بقضايا الاقتصاد، ولكن ما سيميزها أنها لن تكون ناطقة باسم القطاع العام بل باسم كل القطاعات الاقتصادية الوطنية السورية على التساوي والتوازي، وفي الوقت ذاته ستكون ناقدة وبشكل مباشر وعلني وصريح لكل القطاعات الاقتصادية دون مواربة، وبلغة الأرقام والحسابات، وتسمية الأشياء بأسمائها دون أن تقيم وزناً لأي اعتبارات شخصانية، أو تراتبية، ودون أي تمييز بين الأفراد وزراء كانوا أو مديرين عامين، أو تجاراً، أو صناعيين عندما نمتلك الدليل والوثيقة..
وهذه الصحيفة ستسلط الضوء على الإنجازات بحجمها وعلى الأخطاء بانعكاساتها، وستسمي بالاسم الشخص والمؤسسات أصحاب النجاحات، وستروي قصصهم، كما لن تتوانى عن ذكر الارتكابات والأخطاء.
لذلك فإن الكادر الصحفي يدرك أن أمامه كثيراً من المواجهات والتحديات، وطبعاً يشعره ذلك بالقلق لا بالخوف باعتبار القلق شعوراً إيجابياً، يحفز على الدقة وعلى الإبداع، ونحن ندرك معه أن البعض سيلومنا، والبعض سيشكرنا، وندرك أكثر أن اللوم لن يدفعنا إلى التراجع، وأن الشكر لن يولد الغرور، وطبعاً لكل شعور دوافعه وصداه ونتائجه.
سميرة المسالمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق