بحثاً عن التفاصيل وغوصاً إلى الأعماق يستغرقنا المشهد العام، نتعمق في تفاصيله ونغرق في حيثياته، ولكن بالمحصلة يتحول المشهد بكل ما فيه إلى أرقام رابحة وخاسرة، وكثيراً ما نرى فقط تلك الخاسرة، التي تزيدنا حزناً وبؤساً..
تجذبنا مشاهد القبح، تثير في أنفسنا شهية الحوار، وتأخذنا إليها على أنها حقائق تعمم، إنها حالة الغرام بالأسى، وحالة الأسى المستغرقة فينا أكثر من استغراقنا بها.
في زمن يعتصرنا ويطحننا بحثاً عن نقطة علام ثابتة نقف فوقها يصبح الألم عادة وجلد النفس ملذة، والغوص في حكايات الحزن والبؤس متعة..
في بناء ضخم مترامي الأبعاد هناك نقطة سوداء، زلة عامل، تصبح فجأة أكبر من كل شيء، حتى أكبر من ذلك الجدار الذي ربما، هي تتوسطه أو تأخذ جانباً منه، أو حتى تلتصق عليه.. لكنها نقطة سوداء نراها جميعنا بمجاهرنا ونفرضها على الآخرين بأقلامنا.. ربما هي حكاية من حكاياتنا لكنها مع تكرارنا لها تصبح الحقيقة حتى عند الآخرين.
عندما يعتصر الألم المريض يكون الخيار الدواء، وربما يكون المبضع الأشد من الألم، لكن مع الأمل بأن دقائق ساعات أيام ألم المبضع سرعان ما تبدد الألم المزمن يصبح خيار المبضع أسهل علينا من دواء يسكنه إلى حين، ليعود كالمارد يستولي على حياتنا..
هكذا أردنا أن نتعامل مع اقتصاد مريض اتعبته سنوات الاحتكار الطويلة وأنهكته تشوهات التشابك بين الاقتصادي والاجتماعي والممنوع والمحظور والمقيد، أردنا حلاً متكاملاً ربما يكون مؤلماً، لكنه بالمحصلة طريقنا إلى التعافي ومعبرنا إلى الخلاص، وبدأت حكايات الأرقام قصة من هنا تفتح ذراعيها لبعض الأمل، وقصة من هناك تحبط فينا كل أمل، وبدأت أسئلة كبرى؟
لماذا نقبل بعلاج مؤلم إذا كان الطريق مؤلماً والنتائج أكثر إيلاماً ومن ثم الموت؟.
إذا كان الألم ليس بالشدة التي نصورها وليس حسب الرقم الذي نتداوله فلماذا نعظم هذا الألم؟ أهي محاولة لدفعنا إلى اليأس ودعوة إلى الموات؟
لكننا تألمنا وحسبنا أن الألم كان وسيلة للعلاج ونعيش على هذا الأمل فلماذا يحاول البعض أن يقنعنا أن ملامح الأمل التي نتلمسها وْهُمُ، وأن مؤشر الأرقام الذي ننتعش به ليس إلا محض خيال، وأننا ذاهبون إلى الموت ليس برصاصة الرحمة، ولكن بسكين غير حادة، لمزيد من الألم، ومزيد من النزف، ومزيد من أمنيات الخلاص..
مع كل رقم يعطينا بارقة يزدهر الأمل ثم سرعان ما يتنطح فلان أو فلان تحت مسميات مختلفة لينتزع منا هذه البارقة، النمو ازدهر حتى وصل إلى حوالي 6% أو 5% وهذا يعني أننا سنستفيد عاجلاً أم لاحقاً من هذا النمو وأن تباشير العلاج تثمر ثم تطلق علينا هيئة التخطيط أرقام البؤس في قول صريح لم يكن كل الألم كافياً، نعم نحو مزيد من الألم ليس في التفاصيل ولكن أيضاً في النتائج..
الصادرات السورية تتألق ثم سرعان ما تطلق الهيئة أرقاماً أخرى، الخطة الخمسية تتفوق في تحديها لكل معوقاتها ثم أرقام، وأرقام، وكلها قيد للتداول..
لا أحد إلا ويريد أن يعقب ألم العلاج ثمرات الشفاء..
صحيح أن تشخيص الواقع بكل ما فيه من عيوب ضرورة للنهوض به لكن الصحيح أيضاً أن نفهم على أي الأسس قام التشخيص...
ما هو للتداول، أرقام متضاربة، بعضها يحيي فينا الأمل بأن من تقع عليه مسؤولية العمل يعمل، وبعضها يصفعنا في وجوهنا وكأنه يقول: لا أمل اذهبوا إلى الموت..
الرغبة بمعرفة الحقيقة يجب ألا تقودنا إلى الانتحار وهذا ما يجب أن تلتفت إليه المؤسسات الحكومية التي يجب أن تصارح بعضها بعضاً أولاً وأن تعلن وصفة علاجها علينا ثانياً وأن تتفق على خطة ما ثالثاً، هي تريدنا أن نتفاءل بدوائها، عفواً بأرقامها، أم تريد أن تدفعنا إلى اليأس من أرقامها.. وربما منها..
الاقتصاد في كل العالم اليوم يئن بأمراضه وسورية حالة مندمجة بهذا الاقتصاد والاعتراف بمشكلاته ليس عيباً ولكن الاستغراق بالمشكلات والإعلان عن حالة السبات فيه هو ما يجب أن نعالجه أولاً ومن لا يستطيع أن يترك الأمل ينغرس في نفسه فهو لن يستطيع أن يمنحه للآخرين لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. هكذا قالوا..
نحن مع المتفائلين وإن زينوا تفاؤلهم بأرقام أعلى من الحقيقة لأن هذا يدفعهم إلى العمل أكثر لإنتاج أرقام أفضل حتى من تلك التي أعلنوها.
تجذبنا مشاهد القبح، تثير في أنفسنا شهية الحوار، وتأخذنا إليها على أنها حقائق تعمم، إنها حالة الغرام بالأسى، وحالة الأسى المستغرقة فينا أكثر من استغراقنا بها.
في زمن يعتصرنا ويطحننا بحثاً عن نقطة علام ثابتة نقف فوقها يصبح الألم عادة وجلد النفس ملذة، والغوص في حكايات الحزن والبؤس متعة..
في بناء ضخم مترامي الأبعاد هناك نقطة سوداء، زلة عامل، تصبح فجأة أكبر من كل شيء، حتى أكبر من ذلك الجدار الذي ربما، هي تتوسطه أو تأخذ جانباً منه، أو حتى تلتصق عليه.. لكنها نقطة سوداء نراها جميعنا بمجاهرنا ونفرضها على الآخرين بأقلامنا.. ربما هي حكاية من حكاياتنا لكنها مع تكرارنا لها تصبح الحقيقة حتى عند الآخرين.
عندما يعتصر الألم المريض يكون الخيار الدواء، وربما يكون المبضع الأشد من الألم، لكن مع الأمل بأن دقائق ساعات أيام ألم المبضع سرعان ما تبدد الألم المزمن يصبح خيار المبضع أسهل علينا من دواء يسكنه إلى حين، ليعود كالمارد يستولي على حياتنا..
هكذا أردنا أن نتعامل مع اقتصاد مريض اتعبته سنوات الاحتكار الطويلة وأنهكته تشوهات التشابك بين الاقتصادي والاجتماعي والممنوع والمحظور والمقيد، أردنا حلاً متكاملاً ربما يكون مؤلماً، لكنه بالمحصلة طريقنا إلى التعافي ومعبرنا إلى الخلاص، وبدأت حكايات الأرقام قصة من هنا تفتح ذراعيها لبعض الأمل، وقصة من هناك تحبط فينا كل أمل، وبدأت أسئلة كبرى؟
لماذا نقبل بعلاج مؤلم إذا كان الطريق مؤلماً والنتائج أكثر إيلاماً ومن ثم الموت؟.
إذا كان الألم ليس بالشدة التي نصورها وليس حسب الرقم الذي نتداوله فلماذا نعظم هذا الألم؟ أهي محاولة لدفعنا إلى اليأس ودعوة إلى الموات؟
لكننا تألمنا وحسبنا أن الألم كان وسيلة للعلاج ونعيش على هذا الأمل فلماذا يحاول البعض أن يقنعنا أن ملامح الأمل التي نتلمسها وْهُمُ، وأن مؤشر الأرقام الذي ننتعش به ليس إلا محض خيال، وأننا ذاهبون إلى الموت ليس برصاصة الرحمة، ولكن بسكين غير حادة، لمزيد من الألم، ومزيد من النزف، ومزيد من أمنيات الخلاص..
مع كل رقم يعطينا بارقة يزدهر الأمل ثم سرعان ما يتنطح فلان أو فلان تحت مسميات مختلفة لينتزع منا هذه البارقة، النمو ازدهر حتى وصل إلى حوالي 6% أو 5% وهذا يعني أننا سنستفيد عاجلاً أم لاحقاً من هذا النمو وأن تباشير العلاج تثمر ثم تطلق علينا هيئة التخطيط أرقام البؤس في قول صريح لم يكن كل الألم كافياً، نعم نحو مزيد من الألم ليس في التفاصيل ولكن أيضاً في النتائج..
الصادرات السورية تتألق ثم سرعان ما تطلق الهيئة أرقاماً أخرى، الخطة الخمسية تتفوق في تحديها لكل معوقاتها ثم أرقام، وأرقام، وكلها قيد للتداول..
لا أحد إلا ويريد أن يعقب ألم العلاج ثمرات الشفاء..
صحيح أن تشخيص الواقع بكل ما فيه من عيوب ضرورة للنهوض به لكن الصحيح أيضاً أن نفهم على أي الأسس قام التشخيص...
ما هو للتداول، أرقام متضاربة، بعضها يحيي فينا الأمل بأن من تقع عليه مسؤولية العمل يعمل، وبعضها يصفعنا في وجوهنا وكأنه يقول: لا أمل اذهبوا إلى الموت..
الرغبة بمعرفة الحقيقة يجب ألا تقودنا إلى الانتحار وهذا ما يجب أن تلتفت إليه المؤسسات الحكومية التي يجب أن تصارح بعضها بعضاً أولاً وأن تعلن وصفة علاجها علينا ثانياً وأن تتفق على خطة ما ثالثاً، هي تريدنا أن نتفاءل بدوائها، عفواً بأرقامها، أم تريد أن تدفعنا إلى اليأس من أرقامها.. وربما منها..
الاقتصاد في كل العالم اليوم يئن بأمراضه وسورية حالة مندمجة بهذا الاقتصاد والاعتراف بمشكلاته ليس عيباً ولكن الاستغراق بالمشكلات والإعلان عن حالة السبات فيه هو ما يجب أن نعالجه أولاً ومن لا يستطيع أن يترك الأمل ينغرس في نفسه فهو لن يستطيع أن يمنحه للآخرين لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. هكذا قالوا..
نحن مع المتفائلين وإن زينوا تفاؤلهم بأرقام أعلى من الحقيقة لأن هذا يدفعهم إلى العمل أكثر لإنتاج أرقام أفضل حتى من تلك التي أعلنوها.
سميرة المسالمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق