الأربعاء، 17 مارس 2010

سورية­ تركيا.. اســتثمـار المحبــة

تنتج العلاقات المتميزة مفاعيلها على الأرض لتتحول من تقاربات وتوافقات فكرية إلى اتفاقات وخطط تنفيذية تنساب مصالح متبادلة بين الدول والشعوب يصعب فك وثُقِها وتنتقل تدريجياً من مرحلة إلى مرحلة أكثر نضوجاً ومأسسة.. وطبعاً أكثر ربحية على مختلف الأنشطة من السياسية إلى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
هذا هو واقع العلاقات السورية­ التركية: تقارب أثمر تفاهمات سياسية عززت موقع القضايا العربية على الأجندة التركية داخلياً وإقليمياً ودولياً. كما عزز الحضور التركي في الشارع العربي عموماً والشارع السوري خاصة الذي رأى بالمواقف التركية مقدمات غنية بالمحبة والاحترام ستنتج بالمحصلة مفهوماً متقدماً وواضحاً للعلاقات بين دول الجوار وشعوبها.
وفي ظل تميز واقعي للعلاقة الثنائية السورية­ التركية بدت المساحة واسعة جداً لإمكانات استثمار حجم المشترك بيننا جغرافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً في خدمة مصالح الشعبين لإحداث تغيير نوعي في مستويات الحياة للجميع لمزيد من التنمية والاستقرار.
يمثل تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي السوري­ التركي الذي ينعقد اليوم حجر زاوية تخطط قيادتا البلدين للبناء عليه ومن خلاله وعلى أساسه، فضاءً اقتصادياً إقليمياً يخدم شعوب المنطقة ويسهم في ازدهارها.
إن ولادة نموذج جديد للعلاقات الدولية على يدي قائدين شعبيين كبيرين «الأسد وأردوغان» يمثل رسالة حضارية للعالم من أجل الانفتاح على الحوار المجدي الذي يعمق المشتركات ويوظفها لصالح الشعوب دون خوف من النظر إلى المشكلات على أنها واقع قائم، والحكمة تقضي بإنتاج حلول لهذه المشكلات لا الإبقاء عليها والدوران حولها بعقول وقلوب مغلقة.
سنوات ليست بعيدة كان الحديث عن العلاقة السورية­ التركية فيه الكثير من الألم، لكن إرادة التواصل وإرادة العمل من أجل الشعوب، أثمرت علاقة متميزة بين قائدين وشعبين نقطف اليوم ثمارها باتفاقات اقتصادية ستحول لغة المشاعر إلى لغة رقمية هذه المرة تمثل حقيقة الاندفاع الكبير باتجاه مأسسة هذه العلاقات وتوثيقها لديمومتها واستثمار عائديتها للأجيال القادمة.
إن مجرد التفكير بأن حجم المشاعر الكبيرة التي تجمع بين السوريين والأتراك يمكنها أن تتحول إلى أرقام اقتصادية، فوائضها لمصلحة الشعبين في البلدين، من شأنه أن يجعلنا أكثر اطمئناناً إلى ما هو قادم من الأيام، وهو بنفس الوقت يضع مؤسساتنا على اختلاف أنشطتها ورجال أعمالنا أمام مسؤوليات كبيرة تجعل من كلا الشعبين مراقبين دقيقين على أداء هذه الجهات ومدى قدرتها على توظيف الإمكانات المادية المتوفرة مع مشاعر الحب الكبيرة في خدمة قضايا الناس وتطوير اقتصادياتهم ونمو مجتمعاتهم.
لأردوغان في دمشق رصيد يصعب إحصاؤه من المحبة والتقدير. وهو إذا كان يحظى بترحيب سياسي كبير من قائد الوطن وقيادته فإنه يعلم حق المعرفة أن كل الشارع السوري وسورية بمدنها وقراها تعلن ترحيبها وسعادتها بزيارته في كل وقت وعلى مدار الأيام.
سميرة المسالمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق